القواسمي وأبو عيشة أبطال ترجلوا
خالد معالي
صار أمرا عاديا أن تستفيق الضفة الغربية صباح كل يوم؛ على مجزرة قتل عدد من الشهداء كما الشهيدان مروان قواسمي، وعامر أبو عيشة، أو عدد من الجرحى، أو المزيد من الاعتقالات؛ فهي باتت مستباحة بقوة بعد فشل "نتنياهو" في حربه العدوانية على غزة.
لم تنتهي بعد قضية أسر المزيد من المستوطنين والجنود؛ ولم يطوى بعد مواصلة تقديم الشهيد تلو الشهيد حتى دحر الاحتلال؛ فما دام يوجد احتلال؛ يوجد شهداء، ويوجد محاولات خطف أسر للجنود والمستوطنين؛ في مسيرة لا تتوقف؛ مرت بها كل الدول التي احتلت أراضيها عبر التاريخ .
عندما يشن جيش الاحتلال حملة عسكرية كبيرة في شارع الجامعة بالخليل؛ وتسفر عن استشهاد القواسمي، وأبو عيشة المتهمين بخطف وأسر المستوطنين والجنود الثلاثة؛ فهذا يعني إن إجرامه بلا حدود ولن يتوقف؛ هو أمر متوقع من جيش إرهابي ومجرم قتل قبل أسابيع 600 طفل في غزة ولم يرف له جفن، ولم تجري محاسبته حتى ألآن.
قافلة الشهداء والتحرير لن تتوقف باستشهاد المجاهدين القواسمي وأبو عيشة؛ فهما ترجلا لافساح الطريق لمن بعدهما؛ وقد استشهد من قبلهما القائد المهندس يحيى عياش؛ والشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي؛ والنتيجة كانت على الدوام ازدياد شعلة الكفاح والجهاد وإيلام العدو؛ فلكل فعل رد فعل.
الشهادة هي أسمى أمنية لكل مجاهد ومناضل؛ والموت في سبيل الله أمنية طال انتظارها، وقلة هم من يحوزون على شرف لقبها، ولن يضير أهالي وذوي شهداء الخليل أن تكون خاتمتها الفوز بالشهادة؛ فالحياة قصيرة، والموت في ساحات الوغى لا يقارن بالموت على الفراش.
ما قام به الشهيدان قل نظيره؛ ولا يقارن، وإبداعات المقاومة لن تتوقف كما حصل في غزة خلال حرب العصف المأكول؛ ولن يفيد الاحتلال مواصلة جرائمه؛ أمام مقاومة عاهدت الله الموت في ساحات الوغى؛ شعارها ننتصر أو نموت؛ وكان الانتصار لها في الحرب العدوانية الأخيرة.
ستبقى الخليل عصية على الاحتلال؛ فقبل الشهيدان القواسمي وأبو عيشة كان الشهيد الأسير رائد الجعبري؛ وقافلة الحرية والتحرير والجهاد لن تتوقف ولن ترتبك ولن تتردد في تقديم المزيد من الشهداء لأجل فلسطين.
النصر كان حليف المقاومين عبر التاريخ؛ والتقدم والإنجاز السياسي حصل ويحصل فقط عبر المقاومة؛ ولولاها لضاعت القضية في دهاليز فاوض ثم فاوض؛ في الوقت الذي فيه الاحتلال يقوم بصادر ثم صادر، واقتل ثم اقتل وهجر ثم هجر، وفرض الوقائع على الأرض بقوة الإرهاب والسلاح .
ما يحصل في الضفة من قتل واعتقالات ومصادرات وإذلال على الحواجز، ومصادرات وتهويد؛ لن يتوقف إلا بتوقف وإنهاء الاحتلال؛ هكذا هي سنن التدافع الازلية والجدلية التاريخية، كما قال تعالى: " وتلك الأيام نداولها بين الناس".
إرسال تعليق