داعش تهدد بقتل الرئيس المعزول محمد مرسي والذي وصفته بالمجرم الأكبر
أثار تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، بقتل الرئيس المعزول محمد مرسي والذي وصفته بأنه الطاغوت والمجرم الأكبر- بمجرد دخول مقاتليهم إلى مصر حالة من الدهشة خاصة أن الفريقين ينتميان لفصيل الإسلام السياسي وأن هناك اتفاقا في الأفكار والعقائد بين الجانبين.
وجاءت تصريحات "داعش" لتبرز رغبتها في اغتيال مرسي بأنه: "كان يتمسح بالدين ويتستر به" دون أن يطبق الشريعة الإسلامية.
تاريخ من الخلاف
وفتح التصريح الأخير الباب أمام استعراض الخلاف الواقع بين أنصار جماعة الإخوان وتيارات السلفية الجهادية والذين يميلون للتشدد في كل الأمور وبخاصة الفقهية منها وتكفير معارضيهم وقتلهم على عكس الإخوان الذين يسعون للوصول إلى الحكم مستخدمين لذلك شتى الطرق المشروعة وغير المشروعة من حيث استخدام الألاعيب السياسية في الانتخابات وادعاء الديمقراطية.
تطبيق الحدود
حيث تعتبر "تطبيق الحدود" هي أبرز مناطق الخلاف بين الطرفيين ففي الوقت الذين يري فيه الجهاديون بضرورة تطبيق الحدود كما كان يحدث في عهد الرسول وبغض النظر عن التطور الذي يقع في الوقت الحالي يري الإخوان أنه يجب النظر إلى "التطبيق العملي للأمر" حيث ورد في إحدي رسائل مؤسس الجماعة حسن البنا عن تطبيق الحدود أنه قال: "هذه قضايا مسلمة ولكنى لا أريد أن نكون قوما نظريين، وأحب من كل أخ مسلم أن يضع الناحية العملية في حسابه دائما ويجعلها أساس مقترحاته".
الولاء والبراء
وفي سياق متصل يعتبر"الولاء والبراء" وهو أحد أهم القضايا التي يختلف حولها الإخوان والجهاديون والذي يعني حب الرسول وبغض من خالفه وأصحابه والمؤمنين الموحدين كالكافرين والمشركين والمنافقين وهو المبدأ الذي يمكن به التعامل مع غير المسلمين.
فعلي الرغم من أن الكثيرين من أنصار الإخوان يتبرأون من أصحاب الديانات الأخري إلا أنهم يدعون عكس ذلك حيث يطالبون بالتسامح والحياة المتساوية لهم مع المسلمين رغبة في الوصول إلى الحكم بدون عقبات وذلك على عكس التيار الجهادي المتشدد، والذي يرى بوضع "أهل الذمة" بين اختيارين إما الدخول في الإسلام أو القتل.
مواءمات سياسية
وعلي الجانب الآخر فقد اعتبر الإخواني المنشق سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن تهديد حركة "داعش" بدخول مصر وقتل الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي وصفته بالطاغوت الأكبر، أمر طبيعى بالنسبة للجماعات الجهادية نظرا لفكرها المتشدد.
وأضاف أن هناك العديد من الاختلافات العقائدية والفقهية بين جماعة الإخوان الإرهابية وأنصار تيار السلفية الجهادية، الذين يميلون إلى التشدد في جميع الأمور، على عكس الإخوان الذين يميلون للمواءمات سياسية و"التقية".
وأوضح أن جميع التيارات المتشددة تتدعي أنها تهدف لإقامة الدولة الإسلامية ولكن على الجانب الآخر فإن هناك العديد من الخلافات الجوهرية بينها، مشيرا إلى أنه في فترات السبعينيات كان السلفيون يكفرون الحاكم ويعتبرون أنه لا يمكن الوصول إلى الحكم إلا بالسلاح في حين كان الإخوان ينظرون إلى الحكام على اعتبار أنهم عصاة وليسوا كفارا، حيث كانوا يشاركون في العملية السياسية من خلال المواءمات.
تابع عيد أن هناك العديد من الأمور الفقهية منها "الولاء والبراء" تشكلا خلافا حادا بين الجابين، خاصة أن بعض الإخوان يرى أنه يجب معاملة الأقباط بالحسنى، ولكن الجهاديين يرون أن ذلك غير جائز حيث يعتقدون أن غير المسلم عليه الدخول في الدين أو يكون مصيره القتل.
إرسال تعليق