مشعل : لا ننفي ولا نؤكد مصير الصهاينة الثلاثة المختفين في الضفة الغربية
وقال مشعل في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية، مساء اليوم الاثنين: إن "هناك ثلاثة مستوطنين مجندين في جيش الاحتلال فقدوا حسب الرواية الإسرائيلية ولا أحد تبنى أمرهم حتى الآن، وإثبات أو نفي قضيتهم متعلق بالمعلومة، ونحن ليس لدينا معلومة عما جرى (...) لا ننفي ولا نؤكد".
وأضاف مشعل "لو صح أن الذي جرى للمستوطنين الثلاثة هو عملية أسر فلسطينية، فبوركت أيدي من أسرهم لأن هذا واجب فلسطيني يفرضه ضرورة إطلاق سراح الأسرى ودفع الاحتلال ثمن المعاناة الفلسطينية".
واستبعد أن يكون اختفاء المستوطنين الثلاثة "مسرحية إسرائيلية" لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، قائلا "لا يجرؤ أي إسرائيلي مهما كان موقعه أن يغامر بالنفسية الإسرائيلية وأن يغامر بوتر الأمن الحساس الذي قامت على أساسه إسرائيل".
وأكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يحتاج إلى ذريعة للتصعيد ضد الشعب الفلسطيني.
ويقوم العدو الصهيوني بعملية واسعة في الضفة الغربية بحثا عن 3 مستوطنين صهاينة اختفوا، في 12 من الشهر الجاري، من مستوطنة "غوش عتصيون"، شمالي مدينة الخليل.
ومنذ اختفائهم، يشنّ العدو حملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، طالت مئات المعتقلين الفلسطينيين، غالبيتهم قيادات ونشطاء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو حمّل "حماس" المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة، دون أن تؤكد أو تنفي صحة ذلك الاتهام.
ونفي مشعل إعطاء الضوء الأخضر لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) لتنفيذ عمليات أسر جنود خلال خطابه الأخير الشهر الماضي، قائلا "حماس حركة كبيرة وكل عنصر فيها يعرف واجبه داخلها، والقيادة في حماس لا تقول افعلوا ولا تفعلوا، ولكن هناك سياسات واضحة مفادها أن المقاومة هي خيارنا للتحرير والعودة وكتائب القسام تعرف واجبها".
وقال إن "خلايا المقاومة داخل فلسطين لا تحتاج إلى تعليمات مشفرة للقيام بواجبها الوطني تجاه الأسرى، والذي أعطى الشفرة هو نتنياهو الذي تجاهل معاناة الأسرى وهود القدس وزاد الاستيطان".
وكانت صحيفة "هآرتس" الصهيونية نقلت على موقعها الإلكتروني، يوم الأربعاء الماضي، عن ضابط إسرائيلي لم تسمه، أن "خطاب خالد مشعل الشهر الماضي كان إشارة وتحريض واضح من قيادة حماس في الخارج للقيام بعملية الخطف".
وكان مشعل قال في خطاب، ألقاه يوم 20 مايو/ أيار الماضي في العاصمة القطرية الدوحة: "أقول للأسرى رسالتكم وصلت، ويا حسن سلامة رسالتك وصلت، وستلقون جوابًا من أبطال القسام والمقاومة الذين يعرفون طريق تحريركم".
وسُربت رسالة للأسير حسن سلامة القيادي في حركة "حماس" من داخل السجون الصهيونية بتاريخ 17 مايو/ أيار الماضي تحدث فيها عن معاناة الأسرى الفلسطينيين، وظروف حياتهم القاسية وأملهم بالحرية.
وفي ذات السياق، قال مشعل إن تهديدات نتنياهو بتوجيه ضربات لحركة "حماس" وتقديم أدلة بمسئوليتها عن خطف المستوطنين الثلاثة، "لا تخيف حماس".
وفيما يتعلق باستنكار رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس لحادثة خطف المستوطنين، وتحذيره بمعاقبة الجهة المنفذة للعملية، قال مشعل "لا يصح من أي مسؤول فلسطيني كبر أو صغر ومن غير معقول أن يحذر بعضنا بعضا أو يلوم بعضنا بعضا والأصل الشعور بالفخر في حال ثبت قيام فصيل فلسطيني بعملية الخطف".
وأشار إلى أن جميع اتفاقيات المصالحة الفلسطينية أكدت على "تجريم نقل معلومات للاحتلال عن المقاومة"، والتمسك بكافة أشكال المقاومة، وضرورة العمل من أجل تحرير الأسرى باعتبار ذلك واجب بوطني، بالإضافة إلى العمل على تشكيل جبهة وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال وتشكيل مرجعية سياسية.
وكان عباس، قد ندد في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة يوم الأربعاء الماضي، بعملية اختطاف ثلاثة مستوطنين في الخليل جنوب الضفة الغربية، التي تمت مساء الخميس الماضي.
وقال عباس في تصريحاته، إن السلطة الفلسطينية "تنسق مع إسرائيل من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين".
وأضاف:" من قام بخطف المستوطنين يريد أن يدمر السلطة، وسيكون لنا حديث آخر معه أي كان".
وأكد خالد مشعل تمسك حركة "حماس" بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، قائلا " كانت المصالحة قبل اختفاء الجنود ضرورة وطنية، وبعد العملية باتت أكثر ضرورة لمواجهة العدوان الإسرائيلي".
وأدان مشعل موقف الولايات المتحدة من حادثة اختطاف المستوطنين. وقال "لا يجوز لدولة عظمى كالولايات المتحدة أن تكيل بمكيالين وعليها أن تتحمل مسؤوليتها وأن لا تنحاز للاحتلال الإسرائيلي".
ولفت مشعل إلى أنه التقى مع العديد من الوفود الأجنبية الأوروبية والأمريكية التي تضم مسؤولين سابقين وحالين، وقال إنهم يعترفون بالحق الفلسطيني ويتضامنون مع الشعب الفلسطيني
إرسال تعليق